معهد السلام الأمريكي يحرر شهادة وفاة للقوى المدنية

الخرطوم: الضواحي- كشف معهد السلام الأمريكي في تقرير له عن اسباب فشل القيادات المدنية وعجزها إنجاز التحول الديمقراطي في السودان لفقدانها الرؤية السياسية لإدارة الحكم .
ويعتقد المعهد حسب تقريره ان ما ضاعف من اسباب الخلاف بين القوي المدنية فقدانها للرؤية السياسية لإدارة الحكم مما خلَّفت الممارسة مرارات حقيقية بين هذه التيارات وزادت من تعقيد الازمة، وأدَّت الي انعدام الثقة الإقصاء المتبادل والصراع حول كراسي السلطة.
ويذكر التقرير إلى أن واقع الحال والتشظي بين التيارات المتصارعة استمر حتي بعد خروج الجيش من العملية السياسية لم تستطع هذه القوي الوصول الي توافق وطني في اي جزئية خاصة بالحكم؛ رغم دعم ومساندة الآلية الثلاثية برئاسة فولكر بيرتس والآلية الرباعية
ويرى المراقبون للمشهد السوداني ان ما يطيل ديمومة عدم التوافق بين هذه القوى؛ هو انعدام الرؤية الواضحة لمستقبل البلاد ومسار الانتقال الديموقراطي؛ وعدم وجود برنامج وطني المجموعات؛ سوي شعارات لا تفاوض ولا شراكة ولا مساومة والردة مستحيلة.

ويرى الخبراء الدوليون المتابعون لمجريات الأحداث في السودان أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت مشغولة بإسقاط البشير الذي بات شوكة في خاصرتها أكثر من دعم التحول الديمقراطي في السودان الأمر الذي أدي إلى تأخير الدعم الاقتصادي السياسي لحكومة حمدوك.
وأشار الخبراء الأقليميون إلى ان تقرير معهد السلام الأمريكي قد حرر شهادة الوفاة السريري للقيادات المدنية التي فشلت في توحيد صفوفها بعد إسقاط نظام البشير بالرغم من الحاضنة السياسية ودعم الشارع لإزالة التمكين
وكشف خبراء دبلوماسيون إن المجتمع الدولي قادر على ان يلعب دور فاعل في عودة المسار الديمقراطي من خلال الضغوط الأمريكي والسعودي لتحجيم التمدد العسكري وتحديد دوره المستقبلي في الحكومة المنتظرة وجل مجلس السيادة.