حميدتي: يقدم إستقالته من المجلس السيادي

2 860

تحليل إخباري: صالح محمد عبدالله:- في اليوم السابع من فبراير الحالي ومع البيات الشتوي خلع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ثوب المجلس السيادي الانتقالي وثوب المجلس العسكري في لحظة صفاء وجداني، قال في تسجيل صوتي(أنا لا بعرف مجلس سيادة ولا بعرف مجلس عسكري، أنا بعرف التغيير بس ).

ادخل الجنرال حميدتي مفردة جديدة في القاموس السياسي بقوله (أنا لا بعرف مجلس سيادة ولا بعرف مجلس عسكري، أنا بعرف التغيير بس) هذه المفردة تحمل دلالات ومعاني التقمص الوجداني لشخصية حميدتي الزاهد عن السلطة بانه على استعداد في أي لحظة تقديم إستقالته من المجلس السيادي والمجلس العسكري من أجل إستكمال مشروع التغيير، وما قاله بمثابة تجديد عهده الذي قطعه مع الشعب لحظة انحيازه لخيار الشعب السوداني في 6 ابريل2019 .

إذا لماذا يجزم الجنرال حميدتي بأن الاتفاق الإطاري هو المخرج الوحيد من الأزمة السياسية الراهنة للبلاد بالرغم انه لا يجد الاجماع من القوىالسياسيةالمعارضةلها ؟

للإجابة على هذا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة دعونا نحلل كلام الفريق أول محمد حمدان دقلو بأن هنالك اتفاق مسبق بين الأطراف على المضي قدما في تنفيذه وعدم التراجع عنه إيماناً منا الوفاء بالعهود، لإِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً، لأنه ربط لسانه بالمضي قدما في مشروع التغيير، وإنه لا يرد أن يفقد مصداقيته لأن المثل الشعبي بقول (لسانك حصانك أن صنته صانك وان تركته هانك) ، ما عندنا حاجة غير لسانا ده بقوله (والله أنا في وادي والناس كلها في وادي آخر، أنا لا بعرف مجلس سيادي ولا بعرف مجلس عسكري، أنا بعرف التغيير بس، تغيير السودان ينهض بس).

هكذا صرخ الجنرال حميدتي أثناء مُخاطبته، قيادات ورموز منطقة شمال بحري في السابع من فبراير الحالي حينما الأطراف بضرورة التمسك بوحدة السودان، والمحافظة عليه من التشظي والتمزق، والالتزام بالعهود والمواثيق، من خلال تنفيذ الاتفاق الإطاري، الذي تواثق على كتابته نفر كبير ومن ثم النظر إلى نتائجه بعدم نقض عهودهم) .

بالمنطق الرياضي الآن الجنرال محمد حمدان دقلو صانع القرار في المشهد والقائد لا يكذب اهله حينما قال: “نحن متمسكون بالإتفاق الإطاري ولسنا منافقين”، لأن الاتفاق وجد دعماً إقليمياً ودولياً، على الرغم من أنه لم يشرك في إعداده .

بالمقابل الجنرال حميدتي حسم الجدل الدائر حول الإتفاق الإطاري بانه يدعم الإتفاق الإطاري ودستور الانتقالي لنقابة المحامين السودانيين مشيرًا إلى وجود وثيقة أخرى في الأدراج لم يتم الإعلان عنها، جرى توقيعها ممن وصفهم بأنهم يريدون التملص من الإتفاق الإطاري مبيناً أنه كان ضمن الموقعين على الوثيقة.

الجنرال حميدتي أنا بعرف التغيير بس

يبدو ان الجنرال حميدتي أدرك مؤخراً أنه في وادي والآخرين في وادي الأمر الذي دفعه أن يقول أنا لا بعرف مجلس سيادة ولا بعرف مجلس عسكري أنا بعرف التغيير بس، من هنا كشف حميدتي للشعب السوداني ما يدور خلف دهاليز الغرف المغلقة.

ويرى المراقبون للمشهد السوداني إن الجنرال حميدتي كان متواجداً بولاية غرب دارفور لحسم السيولة الأمنية وانشغل بالمصالحات القبيلية، حينما تم الترتيب لبرنامج الاتفاق الإطاري وعرض له الإتفاق اشترط على الذين رتبوا للاتفاق عدم التراجع بقوله (لقيت الموضوع جاهز حتى أطراف الاتفاق وجدتهم مكتوبين وجاهزين وقلت لهم مابنطوا من الإتفاق دا ، قالوا لا قدام بس قلت لهم قدام اليوم وبكرة قدام بس لن نتراجع عن الاتفاق الإطاري). هنا سكتت شهرزاد عن الكلام المباح: (الكلام البنططوا فيهو دا وقعنا عليه جميعاً).

الجنرال حميدتي يتسأل بسؤال إستنكاري… ثم يجيب ، البلد لن يستقر باستمرار الوضع الراهن بعد 13 شهراً وحتى الآن لم نستطع تشكيل حكومة)،تغيير 25 أكتوبر الماضي كان بحجة توسيع المشاركة، لكن الأمر تبدّل منذ إعلان البيان، كل شخص ذهب في اتجاه مختلف،مشيرًا إلى أن المَخرَج الوحيد يتمثل في الاتفاق الإطاري، داعيا جميع الأطراف الإسراع في تشكيل الحكومة، من أجل المضي قُدُماً في إصلاح الوضع الاقتصادي، الذي تمر به البلاد، ودعم المشاريع الزراعية، لجهة أنها ترفد الاقتصاد القومي، وتخفف الأعباء المعيشية عن المواطنين وإيجاد مشاريع تنموية لاستيعاب الشباب، لأنهم مستقبل البلاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.