عبدالواحد في ورطة.. هل يهرب إلى السودان؟

الخرطوم: الضواحي- تحليل إخباري- من صالح محمد عبدالله- كشف رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور عن ضغوط دولية تمارس عليه لإلحاقه بالعملية السلمية، بعد مرور عامين من توقيع إتفاق جوبا لسلام السودان.
وقالت مصادر دبلوماسية إن حكومة جنوب السودان طلبت من رئيس حركة تحرير السودان، عبدالواحد محمد نور الانخراط في العملية السلمية أو مغادرة جنوب السودان حفاظاً على العلاقات بين البلدين.
في هذه الأثناء أكد عبدالواحد نور أنه لم ولن يتفاوض مع حكومة الخرطوم الحالية تطبيقاً لشعار الحركة نقاوم ولا نساوم والدعوة إلى حوار سوداني- سوداني داخل السودان لحل جذور الأزمة التاريخية وتأسيس دولة المواطنة واعرب عن رغبته في مغادرة جنوب السودان.
ولم يحدد رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور وجهته القادمة، إلى أين يذهب بعد مغادرة جنوب السودان، هل سيعود إلى فرنسا الذي جاء منه أم يفضل البقاء في كمبالا مع صعوبة الحركة من كمبالا إلى جبل مرة المحفوفة بالمخاطر، فهل يقرر عبدالواحد مغادرة جوبا ليلحق بقواته في جبل مرة؟
وبالمقابل كشف مصدر دبلوماسي إن عبدالواحد محمد تعهد لمسؤولة ملف السلام بالخارجية البريطانية في وقت سابق أثناء وجوده في باريس بأنه سيلحق بالعملية السلمية في حال تم إسقاط نظام البشير ووقعت الجبهة الثورية السودانية إتفاق سلام مع الحكومة الإنتقالية.
وقالت مسؤولة ملف السلام بالسودان وجنوب السودان بالخارجية البريطانية التي فضلت عدم ذكر اسمها أن مسؤل من الخارجية البريطانية اجتمع مع عبدالواحد محمد نور في مكان ما ثلاث مرات بخصوص الانضمام إلى المفاوضات في وقت سابق، ولكنه رفض تماماً التفاوض مع حكومة البشير في المرة الأولى.

وقالت المصادر بعد ستة أشهر حاول مسؤل الخارجية البريطانية اجتماع ثاني مع رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور وطرح له عدد من الخيارات للانضمام لعملية السلمية وفي هذه المرة ابدى عبدالواحد مرونه تجاه السلام ولكنه لم يقل صراحة.
وأكدت المصادر أن مسؤل الخارجية البريطانية في اللقاء الثالث عمل ترفيع لمستوى التفاوض مع رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد بعد عام من اللقاء الثاني، بعد أن قامت حكومة البشير بتنفيذ بعض من شروط عبدالواحد على أرض الواقع، وبموجب ذلك وافق عبدالواحد وقتئذ الالتحاق بالعملية السلمية.
وقالت المصادر أن رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور طلب من تلك الجهات تهيئه الأجواء لمخاطبة جماهير الحركة عبر أثير تلفزيون وإذاعة أمدرمان والسماح لكوادر الحركة ممارسة نشاطهم السياسي في كل مدن السودان من دون التعرض عليهم بالاعتقالات وان تكون المفاوضات برعاية من الأمم المتحدة .
وذكر المصدر الدبلوماسي إن دول الترويكا أبلغت عبدالواحد محمد نور ، عبر حكومة جنوب السودان بعد توقيع إتفاق جوبا لسلام السودان بعامين لم تسمح له بالوجود في جنوب السودان إذآ لم يدخل في العملية السلمية ولم يتم تنفيذ تعهداته .
وبالأمس قال رئيس حركة تحرير السودان إنه تعرض لضغوط من بعض البلدان لقبول السلام فيما هدد آخرون بقطع العلاقات معه ، وعدد من قيادة الحركة يدفعونني للتفاوض مع الحكام العسكريين في السودان حسب ما نشرت موقع سودان تربيون.
ويرى الخبراء في إدارة الأزمات وفض النزاعات ان رئيس ومؤسس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور في ورطة الآن، أما الدخول في العملية السلمية وتوقيع اتفاق السلام مع الحكومة الإنتقالية أو يدفع ثمن تعنته وتسحب البساط من تحت قدميه وعندئذ يتم تصنيفه مهدد للسلم والأمن الدوليين.
ويعتقد خبراء إقليميون أن رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور جاءته فرصة على طبق من الذهب ليكون قائداً لحكم السودان وبناء دولة المواطنة، واستكمال السلام الشامل العادل،لانه القائد الوحيد الذي لم يفاوض البشير وتمسك بقضايا النازحين واللاجئين وحماية المدنيين بدارفور
ويرى المراقبون للمشهد السوداني الراهن ان معظم الأحزاب السياسية السودانية لا تريد من عبدالواحد محمد نور الانحياز إلى خيار السلام خوفاً منه لسحب البساط من تحت أقدامها، لانه خاطب قضايا الجيل الراكب الرأس والكنداكات والشفاته وطرح رؤية الحركة لمعالجة جذور الأزمة التاريخية في السودان عامة ودارفور خاصة؟