السفير الأمريكي يغازل” قحت ” لفك العزلة السياسية في السودان
الخرطوم : تقرير إخباري – في الوقت الذي واصل فيه المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، التمسك بعدم الجلوس مع قوى الحرية والتغيير- التوافق الوطني، بحجة انهم مجرد موظفين يتم تحريكهم ،خاصة بعد ان نأى المكون العسكري بنفسه عن الصراع الدائر، وأعلن الأنسحاب من العملية السياسية .

هذه العبارات نزلت كصاعقة على رأس الأمين العام لقوى الحرية والتغيير – التوافق الوطني مبارك اردول بقوله نحن قادرون على التعامل مع العقليات المتغطرسة باللغة التي تفهمها، من قبلهم لم تستطع قوى رغم قوتها وجيوشها وترسانتها من مسحنا وتجاهلنا، وتابع (من الذي طلب الجلوس مع اربعة طويلة).
وفي وقت سابق قال مبارك أردول إن الأطراف التي تمتنع عن الحوار قد جلس بعضهم مرات ومرات معنا ولم يكن اللقاء الأخيروأن رؤيتهم التي طرحوها بشأن مشاركة الأطراف المختلفة حول الحوار وجدت القبول وأصبحت وان القوى التي تعمل على إقصاء الآخرين لا تستطيع أن تحقق ديمقراطية بالبلاد.
في ظل هذه الأجواء عينت واشنطن جون قودفري سفير الولايات المتحدة بالخرطوم في مسعى لحل الأزمة السياسية المستعصية في السودان وتحريك الجمود السياسي بمغازلة قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي بدعم حكومة مدنية ذات مصداقية في محاولة لفك الاختناق السياسي
يرى الخبراء أن إدارة جو بايدن حينما قررت تعيين السفير الأمريكي بالسودان جون غودفري بموافقة مجلس الشيوخ لم يأت من فراغ وإنما من أجل تحقيق المصالح الأمريكية الملحة في القرن الإفريقي أولاً وتحجيم التمدد الروسي في ساحل البحر الأحمر ثانية، والتلويح بسياسية العصا والجذرة ثالثاً لمغازلة المكونيين المدني والعسكري وأطراف العملية السلمية الموقعة لإتفاق جوبا لسلام السودان توطئة لتطبيع العلاقات بين واشنطن والخرطوم.
وفور وصول السفير الأمريكي لدى السودان جون غودفري الخرطوم واستلام مهامه تعهد بتقديم الدعم الكامل للشعب السوداني بحجة ان الشعب يستحق الدعم لاستكمال ثورة ديسمبر والتحول الديمقراطي من أجل تحقيق الإستقرار السياسي والاقتصادي للخروج من حالة الاختناق في أقرب وقت لصالح جميع السودانيين.
وكشف مصدر دبلوماسي ان أجتماع الآلية الرباعية بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير وأطراف العملية السلمية الموقعة لإتفاق جوبا لسلام السودان كان مخطط له أن تضع خارطة الطريق للخروج من الأزمة السياسية الحالية، وإزالة حالة الاحتقان السياسي وإذابة البيات الشتوي ولملمة نقاط الخلاف بين الأطراف الثلاث، وإفساح المجال لأطراف مساحة من التحرك لمخاطبة قواعدها قبل رفع الملاحظات النهائية توطئة لتهيئة البيئة السياسية التوافقية .

ويعتقد المراقبون ان التحرك الأمريكي المفاجئ للجميع على الصعيد المحلي والإقليمي بعد محاولة السعودي والإماراتي الخروج من النفوذ الأمريكي في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية ومن أجل تحجيم التمدد الروسي في الشرق الاوسط جاءت أمريكا بنفسها لإدارة الملف السوداني في الآلية الرباعية ولتأمين الحركة التجارة مع دول شرق آسيا وقطع الطريق أمام روسيا في ساحل البحر الأحمر.
ويتسأل المراقبون هل إدرك المكونيين المدني والعسكري وأطراف العملية السلمية الموقعة لإتفاق جوبا ان إدارة جو بايدن وضعت نصب عينها المصالح الأمريكية فوق مصالح كل الأطراف المتصارعة ؟ وهل القوى السياسية التي تتكالب على السلطة غفلت عن سياسية العصا والجذرة التي مارستها إدارة باراك اوباما في اتفافية مشاكوس 2005 ؟ أين الحكماء من ابناء السودان والقوى السياسية لتجنيب البلاد الاستعمار الاقتصادي الجديد؟