الخرطوم: الضواحي- في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة الحالية الجهود تجاه تحقيق التسوية السياسية في البلاد تنشط أيادي خارجية وسماسرة الازمات وتجار الحروب في تأجيج الوضع الراهن في السودان وخلق الفتنة والتحريض على القتل والعنف وتحريك النزاعات القبلية لزرع لهدم الدولة السودانية.
وارجع المراقبون للمشهد السياسي السوداني المحتقن لأكثر من ثلاث سنوات بالتزامن مع تنشيط الصراعات القبلية في الولايات المختلفة وتحريك الفتنة، جعل الناس يتساءلون، هل حان موعد تنفيذ مخطط تقسيم السودان إلى دويلات متصارعة ليسهل نهب الثروات والموارد؟
للإجابة على هذا السؤال المحوري يرى المحلل السياسي دكتور محمود تيراب إن عملية التفكيك وإعادة التركيب للدولة السودانية على اساس قبلي لم تتوقف منذ بداية الثورة بل اخذت شكلا جديداً يتجه نحو اتخاذ خطوات عملية وتنفيذ مباشر لجعل عملية التفكيك أمرا واقعا بالنسبة للمجتمع .
وفي ذات السياق يؤكد تيراب ان المخطط بدأ منذ وصول مهندس التفكيك والتركيب رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس.
وأشار تيراب إلى محاولات تنشيط الأحداث القبلية في منطقة النيل الأزرق لرفع اعداد الضحايا هناك، مبيناً أن تزامن هذه الأحداث مع احداث منطقة لقاوة بغرب كردفان، والاحتجاجات في عدد من المناطق قد تفتح الطريق للعودة النظام البائد للسيطرة على مفاصل الدولة الأمر الذي قد يؤدي إلى تنفيذ مخطط لتجزئة كردفان الكبرى على وشك التنفيذ باستقطاب قبائل حمر والمسيرية والنوبة وإتخاذها رافعة لهذا المخطط التدميري و نزع روح التعايش السلمي وتحويل البلاد إلى رواندا على خطاب الكراهية. وطالب تيراب السودانيون بالعمل على إيقاف كل ما من شأنه يهدد السلم المجتمعي ويزعزع الاستقرار ويفكك التماسك وإبعاد المتاجرين بقضايا الوطن وتنفيذ الاحقاد والكيد السياسي وعدم استيعاب خطورة ذلك على مستقبل وجود الدولة السودانية.