أصيب الشعب من بالصدمة حينما سمع تقرير من قناة “سي ،أن ، أن ” الأمريكية ان روسيا استطاعت الحصول على (323) طناً من ذهب السودان بما يعادل (13) مليار دولار أمريكي لتمويل حربها مع أوكرانيا بمعاونة المكون العسكري، وما زاد الطين بلة ان جملة ديون السودان لدى المؤسسات الدولية قبل حكومة الإنقاذ يساوي (13) مليار دولار، ومع سقوط نظام البشير بلغ ديون السودان ما يقارب (60) مليار دولار، ويتسأل الشعب السودان المغلوب على أمره، لماذا نعيش كل الحرمان والشقاء والسودان سلة غذاء العالم ؟
تقريرإخباري – من صالح محمد عبدالله– في الوقت الذي كشف فيه الأمين العام لشعبة الذهب في السودان عبدالمولى القدال عن تراجع صادر الذهب في السودان من 80% إلى 20% من الإنتاج الآن بسبب سياسات الحكومة الحالية التي دفعت ضعاف النفوس العمل في تهريب.
وتزامن أتهام القدال للحكومة الفترة الإنتقالية بتدمير إنتاج الذهب، مع تقرير لقناة (سي، ان ،ان ) الأمريكية بان روسيا استطاعت ان تحصل على 323 طناً من ذهب السودان لتمويل حربها مع أوكرانيا بقيمة(13) مليار دولار بمعاونة العسكريين في السودان مع العزلة الدولية .
وأجمع لفيف من خبراء الاقتصاد ان روسيا فهمت الرسالة التي بثتها واشنطن لتصفية الحسابات معها حول الصراع الروسي الامريكي على ساحل البحر الأحمر بعد فشلها محاصرة روسيا بالعقوبات الإقتصادية وتفكيك العملية العسكرية في أوكرانيا عسكرياً.
وفي خضم حرب الجيل الرابع وجهت روسيا بنك روسيا المركزي بمضاعفة احتياطات الذهب ل “6” مرات لأستحواذ على أكبر مخزون عالمي من المعدن الأصفر ، حيث بدأت في شراء الذهب من عام 2004 حتى الآن تقدر ب(140) مليار دولاراً تقريباً، كأصول لدعم قوة الروبل في حالة حدوث أي أزمات مستقبلاً.
وتفيد التقارير الإعلامية ان روسيا بالفعل كدست كميات هائلة من الذهب في الأعوام الماضية لمساعدتها في تقليل الآثار الاقتصادية لأي عقوبات قد يفرضها الغرب لها بسبب أزمتها مع موسكو ، حيث ربطت روسيا الروبل بالذهب للسيطرة على السوق العالمي كما سيطرت على إنتاج الغاز الطبيعي والقمح وأخيراً شراء كل الذهب على كوكب الأرض في ظل التغييرات المناخية والأمن الغذائي في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وصارت دولاً تتضجر من قرار فرض عقوبات على روسيا مع قدوم فصل الشتاء.
ويرى الخبير في إدارة الأزمات وفض النزاعات دكتور على يحى ان الاتحاد الأوروبي وقع في فخ الكمين الامريكي، وساهم بدون وعي في فرض عقوبات على روسيا دون النظر إلى عواقب تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية مشيراً إلى ان روسيا إذا اصيبت باليأس فقد تبيع السبائك الذهبية محلياً لشراء الروبل حتى لا يهيمن الدولار على البورصات في شنغهاي بعد ان اصبح اليوان الصيني عمله عالمية فإذا اسفرت هذه العملية عن ظهور سعر ثابت فسيكون ذلك معادلاً لإنشاء معيار داخلي للذهب.
ويؤكد الخبير على يحى ان واشنطن لم تجد لها شماعة تعلق فيها فشلها عن تخليها للشعب الأوكراني في الحرب الدائر مع الروس سواء ذهب السودان لتمويل حربها في أوكرانيا بسبب العزلة الدولية.
فالجميع يعلم ان احتياطيات روسيا من الذهب بلغت (609.4) مليار دولاراً لعام 2020 بينما زادت في ابريل 2022 من العام الحالي إلى (630.6) مليار دولاراً فلم تعد لدي روسيا حاجة لبيع الذهب الذي يعتزم الغرب حظره وأنما بدأت روسيا في امتصاص الذهب من الأسواق العالمية مثل المكنسة الكهربائية في الأشهر الماضية لتعزيز الروبل الروس.
وفي ذات السياق يرى الخبراء ان احتياطي الذهب الامريكي قد انخفض بسبب التلاعب بالأسعار من أجل دعم الدولار الامريكي عالمياً في الوقت الذي كشف معهد واشنطن للتمويل الدولية ان فائض روسيا في الحساب الجاري لهذا العام سيكون (240) مليار دولاراً الأمر الذي تمكن روسيا شراء كل الذهب من احتياطيات الولايات المتحدة الامريكية من قبل روسيا إلى ما يقرب عن عامين وشهر واحد فقط.
ويؤكد المحلل السياسي اكسندر نازاروف ان عقوبات الدول الغربية ستستمر لفترة أطول من ذلك حتي لو انهاره الاقتصاد العالمي في هذين العامين المقبلين سوف تستغرق روسيا حوالي (7) سنوات في شراء كل الذهب في جميع انحاء العالم ولن يرغب العقلاء في التخلي عن الذهب عشية انهيار الدولار.
ولفك العقوبات على روسيا فقد وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانوناً تنظيم إلغاء ضريبة القيمة المضافة على سبائك الذهب عند شرائها من قبل الروس وفي الوقت الذي تحتل روسيا المرتبة الثانية بانتاج(350) طناً سنوياً، اعلن البنك المركزي الروسي مؤخراً عن شرائه الذهب من البنوك التجارية الروسية بسعر ثابت قدره (5000) روبل للجرام الواحد يعني ذلك ربط الروبل الروسي بالذهب حيث بلغ سعر صرف الذهب في الاسواق العالمية ب (1930) دولاراً للأونصة الواحد أي (62) دولار ما يعادل 84 روبل لكل دولار.
يرى الخبراء ان الوقت قد حان للانتقال إلى نظام نقدي جديد أكثر إنصافاً وشفافية من النظام القديم الذي يهيمن فيه الدولار على العالم بنظام نقدي متعدد الأطراف مدعوم بالذهب والسلع ، في اشارة إلى ان بنك روسيا يحرك في هذا الاتجاه لربط الروبل بالذهب وربط مدفوعات السلع الاساسي بالروبل سيحدث نقلة نوعية لم تدركها وسائل الإعلام الغربية.
ويرى معظم الخبراء ان الروبل الروسي اصبح لها أرضية قوية مقابل الدولار الامريكي وبالتالي إذا حاولت أسواق الذهب الغربية دفع سعر الذهب بالدولار الامريكي المنخفض فسيتعين عليها محاولة إضعاف الروبل إيضاً وإلا فسيتم الكشف عن عمليات التلاعب بالورق فهل لم تبقى لواشنطن نافذة تحاصربها فيها روسيا سواء ذهب السودان ؟