الخرطوم: الضواحي- قال الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير، لقد بذلنا في حزب الأمة القومي خلال الفترة الماضية جهوداً حثيثة في ثلاثة اتجاهات:
أولها إيجاد حل سياسي للأزمة السياسية التي نتجت عن انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١، يحقق الأجندة الوطنية عبر عملية سياسية ذات مصداقية؛ وثانيها السعي لوحدة قوى الثورة والتغيير كأساس لإكمال مقاصد الثورة والتحول الديمقراطي؛ ثالثها الحرص على تماسك العسكريين ومعالجة التباينات فيما بينهم بالحوار والتفاوض.
وكانت رسالتنا لهم على الدوام بأن يجعلوا من العملية السياسية اساساً لوحدتهم وحلاً لقضايا الاصلاح والدمج والتحديث في إطار بنـاء جيش مهنـي واحد والمحافظة على العلاقة بين القوات المسلحة والدعم السريع إلى حين إكمال عمليات الاصلاح والدمج والتحديث.
إستمرت جهود الحزب منفـرداً، وضمن قوى الحرية والتغيير والقوى الموقعة على الاتفاق الإطاري في وقف الاستقطاب واحتواء الخلافات بين العسكريين، وقد تم التوصـل إلى إتفاق في ٨ أبريل الماضي لوقف التصعيد والتحشيد، وبدأ بالفعل تنفيذ مطالب بإيقاف التعزيزات العسكرية.
ثم تعثرت تلك الجهود، وفي ١٤ أبريل تم الإتفاق على لجنة مشتركة للتهدئة والإجراءات اللازمة لنزع فتيل الأزمة، وتفويت الفرصة على دعاة الفتنة والفوضى، وأكد لنا الطرفان للمرة الثانية إلتزامهما بما تم التوصل إليه.
ولكن للأسف نجحت مخططات فلول النظام المباد في جـر البلاد إلي ما نخشاه من مواجهات عسكرية دامية راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى وسط المدنيين والعسكريين، ومعاناة إنسانية مروعة، ودماراً في المدن والبنية التحتية، ونشر الرعـب والفزع وسط المواطنين في العاصمة والولايات.
نعمل الآن في حزب الأمة القومي بكل إمكانياتنا وعلاقاتنا على وقف هذه الحرب اللعينة، ونتواصل مع الطرفين والمجتمع الإقليمي والدولي لوقف الاقتتال فوراً والاستجابة لصوت العقل والحكمة والجلوس للحوار من جديد.
ونشّـدد هنا على أن الحرب ليست الحل بأي حال من الأحوال، بل هي كارثة على بلادنا وشعبنا، فلا منتصر فيها بل الكل فيها خاسر، وكل يوم تستمر فيه الحرب تزداد البلاد تدميراً والأزمة تعقيداً ويصعب التنبؤ بنتائجها الوخيمة، وشعبنا قد عانى كثيراً من الحروب والطغيان ويحتاج للاستقرار والسلام والتحول الديمقراطى.
إننا نناشد القائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع بوقف هذه الحرب الآن قبل الغد والجنوح للسلم والحوار وفق مبادئ وأسس إصلاح القطاع العسكري والأمني والاتفاق الذي تم التوصل إليه، فكلما طال أمد القتال زادت معاناة المواطن وهشاشة الوطن.
كما ندعو جميع القوى السياسية والمدنية والمهنية والمجتمعية وحركات الكفاح المسلح لوحدة الصف في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان، ورفض الحرب، والحيلولة دون عودة النظام المباد الإرهابي والدموي، والالتفاف حول العملية السياسية التي تفضي لإنهاء الإنقلاب والعودة للمسار المدني الديمقراطي.
وندعو كوادر وقواعد حزبنا في كل أنحاء البلاد للقيام بدورها القومي المنشود بالتصدي إلى خطاب الكراهية والفتنة، وتعزيز التماسك المجتمعي، ورفض الحرب والإنقلاب، والتمسك بالاتفاق السياسي النهائي، والمحافظة على مشارع الحق المتمثلة في السلام والعدالة والحرية والديمقراطية.
حفظ الله بلادنا وشعبنا.
١٧ أبريل ٢٠٢٣م
الواثق_البرير